الزراعة في ولاية لعصابه نموذج في المجال
تعتبر ولاية لعصابة منطقة زراعية بامتياز حيث يقوم اقتصادها بالدرجة الأولى على الزراعة بسبب خصوبة أراضيها الواسعة وكثرة الأودية والقيعان الذي يسمح بممارسة النشاط الزراعي بشقيه المطري والمروي خاصة إذا تم استصلاح تلك المناطق وإقامة السدود وتوفير بنية تحتية زراعية تسمح بممارسة هذا النشاط البالغ الأهمية بشكل دائم.
ويمكن القول إن ولاية لعصابه تعمل جاهدة من أجل تسجيل مساهمتها في المجهود الوطني الهادف إلى تحقيق نهضة زراعية شاملة تمكن من بلوغ الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء، حيث شهدت هذه الولاية تحسنا لافتا في المجال الزراعي خاصة خلال العام المنصرم بسبب الدعم العمومي والاهتمام الخاص الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لهذا القطاع الهام الذي يشكل أحد أهم ركائز برنامجه الانمائي.
وقد جسد فخامته هذا الاهتمام من خلال إشرافه الشخصي على إطلاق الحملة الزراعية للموسم 2022 / 2023 من سد لكراير بمقاطعة تامشكط بولاية الحوض الغربي والتي تمت مواكبتها من خلال التدخلات الكثيرة للقطاع على مستوى ولاية لعصابة خاصة خلال العامين الماضيين.
كما أن سواعد أبنائها ومبادرات رجال أعمال المشهودة في هذا المجال وغيره من القطاعات الإنمائية جعل منها نموذجا يحتذى خاصة في المجال الزراعي.
ومن أجل الوقوف عن قرب على تدخلات قطاع الزراعة على مستوى ولاية لعصابه، التقى مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء في الولاية بالمندوب الجهوي لوزارة الزراعة على مستوى ولاية لعصابة، السيد أحمد الديد ولد باب، الذي قال إن التدخلات على مستوى ولاية لعصابة خلال العام المنصرم شملت بناء 110 سدود رملية وتوزيع 73 طن من البذر التقليدية على المزارعين.
كما تم في هذا الإطار واستصلاح 350 هكتارا وتوزيع 980 آلة زراعية لمساعدة المزارعين على مضاعفة إنتاجهم وتسهيل عملهم الزراعي، إضافة إلى توزيع 180 كلغ من بذور الخضروات وتقسيم 250 محراثا.
وأضاف أن الوزارة تواصل تدخلاتها على مستوى هذه الولاية حيث تم لحد الساعة في إطار برنامجها للعام الجاري إنجاز 42 سدا رمليا، وإعداد برنامج متكامل تم رفعه للوزارة بهدف تسييج السدود الزراعية خلال موسم الزراعة المطرية، موضحا أن إنجازات الوزارة على مستوى هذه الولاية خلال العام الماضي شملت كذلك تشييد 5 سدود كبيرة، منها سد لخريزة بقرية “أم الخز”، وسد أودي أجريد، وسد لكران، وسد أودي النيقله، وقد تم تسييج اثنين من هذه السدود، إضافة إلى سدين آخرين خلال العام الجاري.
وأشار المندوب الجهوي إلى أن الوزارة أنجزت على مستوى ولاية لعصابه 4 واحات نموذجية كبيرة عن طريق مشروع الواحات، اثنتان منهما على مستوى بلدية كرو، وواحدة في جوك والأخرى بين كرو والقايرة، موضحا أن هذه الواحات تتوفر على التجهيزات والمعدات الضرورية اللازمة، كخزانات المياه، والسياج، ومختلف وسائل الري الضرورية لمواصلة التطور المرحلي لتلك الواحات.
وأضاف أن المندوبية الجهوية للزراعة على مستوى ولاية لعصابه وزعت العام الماضي 60 طنا من بذور البطاطس على المزارعين، وأبرمت اتفاقيات مع أربع اتحاديات لإنتاج الخضروات، تم دعمها من قبل الوزارة وتأطيرهم وتكوينهم، لافتا إلى أن المندوبية أطلعت المزارعين على آليات التعامل مع الآفات الزراعية، عبر توزيع مجموعة من المرشدين الزراعيين في كل المناطق الزراعية، مدعومين بمفتش على مستوى كل مقاطعة.
وقال إن الحملة الزراعية للعام الماضي أعطت نتائج هامة حيث تم الحصول على إنتاج معتبر من الخضروات والحبوب مكن من تحقيق اكتفاء ذاتي لسكان هذه الولاية من هذه المواد خاصة خلال شهري شوال ورمضان حيث يكثر الطلب على الخضروات.
وأوضح المندوب الجهوي أن إنتاج الأعلاف يعتبر مجالا واعدا في هذه الولاية حيث يشهد إقبالا من طرف بعض المواطنين والتعاونيات والفاعلين في المجال الزراعي، مشيرا إلى أن وجود مصنع للأعلاف في مقاطعة كرو شكل فرصة للمزارعين لبيع محصولهم من هذه المادة.
وأشار إلى أن القطب التنموي الزراعي بمقاطعة كرو تم إنشاؤه على أساس أن هذه المقاطعة منطقة زراعية بحتة، وينشط بها العديد من المبادرات الشخصية في المجال الزراعي، والاتحاديات الزراعية، كما تمتلك بحيرات تشجع على الاستثمار في المجال الزراعي، وهو ما جعل الوزارة تتخذ قرار بإنشاء هذا القطب.
وأضاف أن الوزارة قامت بإحصاء كل المزارعين في هذا القطب الزراعي وقدمت لهم الارشادات والأسمدة والمبيدات الحشرية والبذور والآليات الزراعية اللازمة لتمكينهم من مضاعفة الانتاج، مشيرا إلى أن الانتاج الزراعي لهذا القطب ولله الحمد فاق التوقعات هذا العام.
وقال إن هذا القطب الزراعي كان محل تقدير وتثمين من كافة الجهات المعنية التي زارته باعتباره خطوة هامة تدخل ضمن توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
ولتسليط الضوء اكثر على واقع الزراعة في ولاية لعصابه، والمشاكل المطروحة للمزارعين والآفاق المستقبلية، أجرى مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء بولاية لعصابه لقاءات مع الفاعلين في المجال الزراعي في الولاية، حيث قال رئيس تعاونية الخير للزراعة والتنمية في مدينة كرو، السيد يحي ولد خطري، إن هذه التعاونية تم إنشاؤها رفقة مجموعة من المزارعين ورجال الأعمال سنة 2003 ويعمل فيها عدد كبير من المواطنين.
وأشار إلى أنه الآن يقوم حاليا رفقة المزارعين في التعاونية بجهود كبيرة من اجل الاستفادة من موسم الأمطار الحالي عن طريق الزراعة المطرية، مشيرا إلى أن تعاونيته تزود أسواق كرو وكيفه وبار كيول كل موسم شتاء بأطنان من الطماطم والأعلاف وجميع أنواع الخضروات الأخرى والتمور وبأسعار زهيدة جدا.
وأكد أن دعم الدولة للمزارعين كان سخيا ويستجيب لتطلعات المزارعين من جهة وطموح الدولة المشروع في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء من ناحية أخرى، خاصة بعد توفير المندوبية الجهوية للزراعة في ولاية لعصابه للآليات وبالبذور والأسمدة وفرق فنية للتأطير والإرشاد الزراعي وغيرها من المستلزمات الضرورية لتحقيق الآمال المعلقة على هذا القطاع الهام.
وبخصوص الصعوبات المطروحة قال رئيس تعاونية الخير للزراعة والتنمية إن الاعلاف يتم تقطيعها يدويا وهو ما يضيع الوقت والجهد وبالتالي فلابد من وجود آليات للتقطيع والتعليب وبعدها لن تحتاج الدولة لاستيراد أعلاف المواشي من الخارج لأنه سيتم إنتاجها وتوفيرها وبجودة عالية على مستوى الولاية.
وفي نفس السياق التقى مندوب الوكالة الموريتانية للأنباء بأحد المزارعين في سد يحي بضواحي مدينة كيفه السيد فاضل ولد سيدي والذي يمارس الزراعة منذ ازيد من خمسة عقود وبمزيد من الصبر والمثابرة استطاع أن يجعل من تجربته الطويلة نموذجا للمهتمين بالزراعة والعارفين بأهميتها الاقتصادية الكبيرة .
وأكد لنا هذا المزارع وإبن المزارع حبه للزراعة التي هي مهنة اجداده وكانت مصدر رزقهم حيث لا يقبل أن يفوته موسم أمطار
دون أن يقوم بزراعة حبوب الفاصوليا المعروفة محليا ب”آدلكان” والذرة الصفراء المعروفة ب”مكه” إضافة إلى الخضروات، مبرزا أنه بالعمل والجد والمثابرة سيكون المنتوج وفيرا بإذن الله .
ويرى فاضل أن الزراعة في هذا الموسم من السنة فرصة مهمة خاصة في ظل هذا الدعم الكبير الذي تقدمه الدولة عن طريق المندوبية الجهوية للزراعة في ولاية لعصابه ودعوة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الجميع للتوجه إلى الزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحصين أمننا الغذائي.
تقرير: أحمد سالم ولد هيبه للوكالة الموريتانية للأنباء