انطلقت صباح اليوم بمدينة جَوَلْ في ولاية كوركول فعاليات النسخة الأولى من مهرجان جول الثقافي، وذلك تحت إشراف رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
المهرجان الثقافي يهدف لحماية وصيانة التراث الثقافي لمنطقة الضفة وتثمين مقدراته و التنويه بدوره في التنمية الاقتصادية و تطوير المنتجات السياحية.
كما يسعى حسب القائمين عليه إلى تحسين الظروف المعيشية لساكنة هذه المنطقة وتعزيز الترابط الاجتماعي بين مختلف مكوناتها، وتثمين موروثنا الثقافي والمحافظة عليه عبر تعزيز الإشعاع الثقافي والتذكير بالأدوار المتميزة التي لعبها شيوخ هذه المنطقة في نشر الثقافة العربية الإسلامية.
رئيس الجمهورية ألقى خطابا بالمناسبة أكد فيه حرص الحكومة على ألا تكون المهرجانات الثقافية مجرد استعراض فلكلوري ينتهي أثره بانتهاء فعالياته، وعلى ضرورة أن يكون المهرجان في ذات الوقت مشروعا إنمائيا بقدر ما هو مشروع ثقافي.
وإليكم نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
السيد زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية؛
السادة والسيدات الوزراء؛
السيد الوالي؛
السادة رؤساء المجالس الجهوية؛
السادة العمد؛
السادة والسيدات أعضاء السلك الدبلوماسي؛
السادة رؤساء الأحزاب السياسية؛
السادة والسيدات ضيوف مهرجان جول الثقافي؛
سكان مدينة جول؛
السادة والسيدات المدعوون؛
أيها الحضور الكريم؛
أشكركم، جميعا، جزيل الشكر، سكان مدينة جول، وولاية كوركول عموما، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الأصيلة.
كما أشكر كل من تكلف عناء السفر، من داخل البلاد أو خارجها، ليشاركنا اليوم فعاليات هذه النسخة الأولى من مهرجان جول الثقافي.
إن من أقوى موجبات صمود الأمم والشعوب، اعتزازها بتاريخها وموروثها الثقافي. فالثقافة هي التي تُكسب الاستمرارية التاريخية للتجمعات البشرية معناها وقيمتها.
ولذ، فقد جعلنا من صون وترقية تنوعنا الثقافي الثري، أولوية في استراتيجياتنا التنموية، باعتباره عاملا فاعلا في ترسيخ وحدتنا الوطنية وتقوية لحمتنا الاجتماعية.
وليس إنشاء مهرجان جول الثقافي، الذي نشرف اليوم على انطلاقه، إلا، أحد مصاديق إصرارنا القوي على ترقية هذا التنوع الثقافي، لضمان بقاءه قوي الحضور في ذاكرتنا الجماعية.
وإن تاريخ مدينة جول، بما يزخر به من موروث ثقافي متنوع ونفيس، وما يشهد عليه من بطولات أبنائها، وقوي تمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف، وخبرتهم في علومه، ليجعل هذه المدينة جديرة بالاحتفاء:
فهنا، تشكلت إحدى أشهر وأعظم الملاحم في تاريخ إفريقيا، ملحمة صمبا كلادجيكي، وكتبت صفحات مضيئة، من تاريخ مقاومتنا الوطنية.
وهنا، كذلك، قامت منذ ما يناهز ثلاثة قرون الثورة الألمامية التورودية مع عبد القادر كان بفكرها المستنير وإصلاحاتها الاجتماعية المتقدمة، وإسهامها المتميز في الإشعاع الفكري والعلمي لبلادنا، ونشر الدين الإسلامي في سماحته واعتداله.
وقد جسد الشيخ محمود باه، طيلة القرن المنصرم، هذا الحرص عي نشر العلم والمعرفة وقيم ديننا الحنيف.
وإن هذا المهرجان لفرصة، لاستحضار تلك الأمجاد، وذاك الموروث الثقافي الغني، للمحافظة عليه نابضا في وجدان الأمة، وحاضرا في أذهان الناشئة، دعما لتنوعنا الثقافي وتعزيزا لوحدتنا الوطنية.
أيها السادة والسيدات؛
إننا حريصون على ألا تكون المهرجانات الثقافية، مجرد استعراض فولكلوري، ينتهي أثره بانتهاء فعالياته، وعلى ضرورة أن يكون المهرجان، في ذات الوقت، مشروعا إنمائيا، بقدر ما هو مشروع ثقافي.
وبناء على ذلك عبأت الحكومة الموارد المالية اللازمة، لتنفيذ مجموعة متنوعة من البرامج الإنمائية، لصالح منطقة جول، في مجالات البيئة، والصحة، والتعليم، والمياه، والطاقة، والزراعة، والتنمية الحيوانية وغيرها …، عملا على تحسين ظروف حياة المواطنين في المدينة، ودعما للتنمية المحلية بها.
وإنني، إذ أجدد لكم الشكر لكم، لأعلن على بركة الله، افتتاح النسخة الأولى من مهرجان جول الثقافي، راجيا لها التوفيق والنجاح.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.